الإشارة : يؤخذ من الآية أن من نقض العهد مع الله ؛ بمخالفة ما أمره به أو نهاه عنه. أو مع أولياء الله، بالانتقاد عليهم وعدم موالاتهم، ألقى الله في قلب عباده العداوة والبغضاء له، فيبغضه الله، ويبغضه عبادُ الله، ومن أوفى بما أخذه الله عليه من العهد بوفاء ما كلفه به، واجتناب ما نهاه عنه، وتودد إلى أوليائه، ألقى الله في قلب عباده المحبة والوداد، فيحبه الله، ويحبه عباد الله، ويتعطف عليه أولياء الله، كما في الحديث :" إذا أحبَّ الله عبدًا نادى جبريلُ، إنَّ اللهَ يحبّ فلانًا فأحِبَّه، فيُحِبَّهُ جبرِيلُ. ثم يُنَادِي في الملائكة : إن اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فأحِبُّوه. فيُحِبُّه أهلُ السَّمَاءِ، ثم يُلقَى له القَبولُ في الأرض ".. الحديث.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٥٥
قلت : الضمير في :﴿به﴾، يعود إلى النور والكتاب، ووحَّدَه ؛ لأن المراد به شيء واحد، لأن النور هو الكتاب المبين، أو لأنهما جنس واحد.
١٥٦
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿يا أهل الكتاب﴾ اليهود والنصارى ﴿قد جاءكم رسولنا﴾ محمد ﷺ ﴿يُبين لكم كثيرًا مما كنتم تُخفون من الكتاب﴾ كصفة محمد ﷺ، وآية الرجم التي في التوراة، وكبشارة عيسى بأحمد التي في الإنجيل، ﴿ويعفو عن كثير﴾ مما تخفونه وتحرفونه، فلم يخبر به، ولم يفضحكم، حيث لم يؤمر به، أو عن كثير منكم، فلا يؤاخذه بجرمه وسوء أدبه معه.


الصفحة التالية
Icon