قلت :﴿فتنقلبوا﴾ : منصوب بأن في جوب النهي، أو عطف على المجزوم، و ﴿ما داموا﴾ : بدل من ﴿أبدًا﴾ ؛ بدل بعض، و ﴿أخي﴾ يحتمل النصب عطف على ﴿نفسي﴾، أو رفع عطف على ﴿أن﴾ مع اسمها، أو مبتدأ حُذف خبره، أو جر عطف على ياء المضاف، على مذهب الكوفيين.
١٦٢
يقول الحقّ جلّ جلاله : حاكيًا عن موسى ـ عليه السلام ـ :﴿يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة﴾ ؛ أرض بيت المقدس، قدسها الله، حيث جعلها قرار أنبيائه ومسكن المؤمنين. وفي مدحها أحاديث كثيرة. وقيل : الطور وما حوله، أو دمشق وفلسطين، أو الشام، ﴿التي كتب الله لكم﴾ أي : التي كتب الله في اللوح المحفوظ، أنها لكم مسكنًا إن جاهدتم وأطعتم نبيكم، ﴿ولا ترتدوا على أدباركم﴾ أي : لا ترجعوا مدبرين هاربين خوفًا من الجبابرة، أو : لا ترتدوا عن دينكم بالعصيان، وعدم الوثوق بالله، ﴿فتنقلبوا خاسرين﴾ الدنيا والآخرة. رُوِي أنهم لما سمعوا حالهم من النقباء بكوا، وقالوا : ليتنا متنا بمصر، تعالوا نجعل علينا رأسًا ينصرف بنا إلى مصر، ثم ﴿قالوا يا موسى إن فيها قومًا جبارين﴾ أقوياء متغالبين، لا طاقة لنا بمقاومتهم، وهم قوم من العمالقة، من بقية قوم عاد، ﴿وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها﴾ بأمر سماوي، أو يُسلط عليهم من يخرجهم من غيرها، ﴿فإن يخرجوا منها فإنا داخلون﴾ فيها.


الصفحة التالية
Icon