جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٧٦
قلت :﴿ومن الذين هادوا﴾ : يُحتمل أن يكون عطفًا على ﴿الذين قالوا﴾ أي : لا يحزنك شأن المنافقين واليهود، و ﴿سماعون﴾ : خبر، أي : هم سماعون، ويحتمل أن يكون استئنافاً، فيكون ﴿سماعون﴾ : مبتدأ على حذف الموصوف، و ﴿من﴾ : خبر، أي : ومن الذين هادوا قوم سماعون، واللام في :﴿للكذب﴾ : إما مزيدة للتأكيد، أو لتضمين السماع معنى القبول، وجملة ﴿لم يأتوك﴾ : صفة لقوم، وجملة ﴿يحرّفون﴾ : صفة أخرى له.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ومن الذين هادوا﴾ صنف ﴿سماعون للكذب﴾ أي : كثيروا السماع للكذب والقبول له، وهم يهود بني قريظة، ﴿سماعون لقوم آخرين﴾ وهم يهود خيبر، ﴿لم يأتوك﴾ أي : لم يحضروا مجلسك، تكبرًا وبغضًا، ﴿يُحرفون الكلم من بعد مواضعه﴾ أي : يميلونه عن مواضعه الذي وضعه الله فيها، إما لفظًا أو تأويلاً :﴿يقولون﴾ : أي : الذين لم يأتوا النبي ﷺ، وهم يهود خيبر :﴿إن أُوتيتم هذا فخذوه﴾ أي : إن أوتيتم هذا المحرّف وأفتاكم محمد بما يوافقه فخذوه، ﴿وإن لم تُؤتوه﴾ بأن أفتاكم بغيره ﴿فاحذروا﴾ أن تقبلوا منه.
١٧٧