وسبب نزولها : أن شريفًا مِن يهود خَيْبَرَ زنى بِشريفة منهم، وكانا مُحصنَين، وكرهوا رجمهما، فأرسلوا مع رَهطِ منهم إلى بَني قريظة ليسألوا رسولَ الله ﷺ، وقالوا لهم : إن أمَرَكُم بالجَلّد والتَّحمِيم فَاقبلُوا، وإن أمَرَكُم بالرَّجم فاحذروا أن تقبلوه منه، فأتوا رسولَ الله صلى عليه وسلم بالزَّانِيين، ومعَهما ابن صوريا، فاستفتوه ﷺ، فقال لابن صوريا : أنشُدكَ اللهَ الذي لا إله إلا هُو، الذِي فَلَق البَحرَ لمُوسى، ورفع فوقكم الطور، وأنجاكُم وأغْرَقَ آلَ فِرعَونَ، والذِي أنزل علَيكُم كِتَابه، وأحلَّ حَلاله وحرَّم حَرَامه، هل تجد فيهم الرَّجمَ على من أحصن ؟ فقال : نعم، فوثبوا عليه، فقال : خِفتُ إن كَذبتَه أن ينزل علينا العذاب، فأمر رسولُ الله ﷺ بالزَّانِيين فرُجِمَا عندَ باب المسجد، وفي رواية : دعاهم إلى التوراة فأتوا بها، فوضع ابن صوريا يده على آية الرجم، وقرأ ما حولها، فقال له عبدالله بن سلام : ارفع يدك، فإذا آية الرجم تلوح، فرجما. وفي القصة اضطراب كثير. ولعل القضية تعددت.
قال تعالى :﴿ومن يُرِد الله فتنته﴾ أي : ضلالته أو فضيحته، ﴿فلن تملك له من الله شيئًا﴾ أي : تقدر على دفعها عنه، ﴿أولئك الذين لم يُرد الله أن يُطهر قلوبهم﴾ من الكفر والشرك، ﴿لَهُم في الدُّنيَا خزيٌ﴾ أي : هوان وذل ؛ بضرب الجزية والخوف من المؤمنين، ﴿ولهم في الآخرة عذاب عظيم﴾ وهو الخلود في النيران.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٧٦