ثم خاطب الحكام، فقال :﴿فلا تخشوا الناس واخشون﴾ أي : فلا تداهنوا في حكوماتكم خشية ظالم أو مراقبة كبير، فكل كبير في جانب الحق صغير ﴿ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلاً﴾ أي : لا تستبدلوا بالحكم بالحق ثمنًا قليلاً ؛ كالرشوة والجاه، ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله﴾ مستهينًا به ومنكرًا له ﴿فأولئك هم الكافرون﴾ ؛ لاستهانتهم به.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٧٩
قال ابن عباس : نزلت الثلاثة في اليهود، الكافرون والظالمون والفاسقون، وقد رُوِي في هذا أحاديثُ عن النبي ﷺ وقالت جماعة : هي عامة، فكل من لم يحكم بما أنزل الله من اليهود والمسلمين وغيرهم، إلا أن الكفر في حق المسلمين كفر معصية، وقال الشافعي : الكافرون في المسلمين، والظالمون في اليهود، والفاسقون في النصارى، وهو أنسب لسياق الكلام، والله تعالى أعلم.
١٨٠