وقال ابن عطية : من تولهم بمعتقده ودينه فهو منهم في الكفر واستحقاق النقمة والخلود في النار، ومن تولاهم بأفعاله من العَضد ونحوه، دون معتقد ولا إخلال بإيمان، فهو منهم في المقت والمذمة الواقعة عليهم وعليه. هـ. وسُئل ابن سيرين عن رجل أراد بيع داره للنصارى يتخذونها كنيسة، فتلا هذه الآية :﴿ومن يتولهم منكم فإنه منهم﴾. هـ. وفي أبي الحسن الصغير : أن بيع غير السلاح للعدو الكافر فسق، وبيع السلاح له كفر.
قلت : ولعله إذا قصد تقويتهم على حرب المسلمين، وأما الفداء بالسلاح إذا لم يقبلوا غيره، فيجوز في القليل دون الكثير، وأجازه سحنون مطلقاً، إذا لم يرج فداؤه بالمال. انظر الحاشية.
﴿
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٨٦
إن الله لا يهدي القوم الظالمين﴾ أي : ظلموا أنفسهم بموالاة الكفار.
﴿فترى الذين في قلوبهم مرض﴾ وهم النافقون، ﴿يسارعون فيهم﴾ أي : في موالاتهم ومناصرتهم، ﴿يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة﴾ أي : يعتذرون بأنهم يخافون أن تصيبهم دائرة من الدوائر، بأن ينقلب الأمر وتكون الدولة للكفار. رُوِي أن عبادة بن الصامت قال لرسول الله ﷺ : إن لي موالي من اليهود، كثير عددهم، وإني أبرأُ إلى الله ورسوله من ولايتهم، فقال ابن أبي : إني امرؤ أخاف الدوائر، لا أبرأ من ولاية موالي، فنزلت الآية، قال تعالى ردًا عليه :﴿فعسى الله أن يأتي بالفتح﴾ لرسول الله ﷺ على أعدائه وإظهار المسلمين ونصرهم، ﴿أو أمر من عنده﴾، يقطع شأفة اليهود، من القتل والإجلاء، ﴿فيُصبحوا﴾ أي : هؤلاء المنافقون، ﴿على ما أسروا في أنفسهم﴾ من الكفر والنفاق، ومن مظاهرة اليهود ﴿نادمين﴾.
١٨٧