الربوبية في قلبه، وبيان أحكام العبودية في سرّه. وقال الأستاذ، يعني القشيري : يقال في قوله :﴿والله يعصمك من الناس﴾ أي : حتى لا تغرق في بحر التوهم، بل تشاهدهم كما هُم ؛ وجودًا بين طرفي العَدَم. انتهى نقل الورتجبي.
وقال القشيري أيضًا : لا تكتم شيئًا مما أوحينا إليك مُلاحظةً غير، إذ لا غيرَ في التحقيقَ إلا رسومًا موضوعة، أحكام القدرة عليها جارية. ثم قال :﴿والله يعصمك﴾ أي : يعصم ظاهرك من أن يَمَسَّك من أذاهم شيء، فلم يتسلط عليه بعد هذا عدو، أي : وما وقع له من الشج وغيره كان قبل ذلك، وقيل : المراد عصمته من القتل، ثم قال : ونصون سِرَّك عنهم، حتى لا يقع على إحساسهم. وقال شيخنا السلمي : قيل : يعصمك منهم أن يكون منك إليهم التفات، أو يكون لك بهم اشتغال. انتهى.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٩٨
قلت : صدق الباطن، لا ينفك عنه من أول الأمر ؛ لأنه من ضروريات كونه رسول الله بالله، وهذا قد يتحقق للمأذون من أتباعه، فضلاً عنه، والظاهر ما صدر به من عصمة ظاهره، أو أن يقع خلل في طريقه ؛ بتمويه أو غلط أو حيلة، كما أشار إليه الورتجبي. فللَّه دره. قاله المحشي الفاسي. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٩٨
﴿قُلْ يَـاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىا شَيْءٍ حَتَّىا تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ...﴾