قلت : قال الزمخشري : فإن قلت : أيُّ فرق بين قوله :﴿فانظروا﴾، وبين قوله :﴿ثم انظروا﴾ ؟ فالجواب : أنه جعل النظر مسبَّبًا على السير في قوله :﴿فانظروا﴾، كأنه قال : سيروا لأجل النظر، وأما قوله :﴿قل سيروا في الأرض ثم انظروا﴾، فمعناه : إباحة السير للتجارة وغيرها من المنافع، وإيجاب النظر في الهالكين. هـ. ولم يقل : كانت ؛ لأن العاقبة مُجَاز تأنيثُها.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿قل﴾ لهم :﴿سيروا في الأرض﴾ وجُولوا في أقطارها، ﴿ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين﴾ قبلكم، كعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مَديَن، كيف أهلكهم الله بعذاب الاستئصال، كي تعتبروا وتنزجروا عن تكذيب محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
الإشارة : يقال لأهل التنكير على أهل الذكر والتذكير : سِيروا في الأرض، وانظروا كيف كان عاقبة المنكرين على المتوجهين، كانت عاقبتهم الخذلان، وسوء الذكر بعد الموت والخسران كابن البراء وغيره من أهل التنكير. نعوذ بالله من التعرّض لمقت الله.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٣٩
قلت : جملة ﴿ليجمعنّكم﴾ : مقطوعة، جواب لقسَم محذوف، وقيل : بدل من الرحمة، وهو ضعيف ؛ لدخول النون الثقيلة في غير موضعها. و " إلى " : هنا، للغاية، كما تقول : جمعتُ القوم إلى داري. وقيل : بمعنى " في " و ﴿الذين خسروا﴾ : مبتدأ، وجملة :﴿فهم لا يؤمنون﴾ : خبر، و ﴿له ما سكن﴾ : عطف على ﴿لله﴾، وهو إما من السكنى فلا حذف، أو من السكون، فيكون حذف المعطوف. أي : ما سكن وتحرَّك.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿قل﴾ للمشركين يا محمد :﴿لمن ما في السماوات والأرض﴾ خلقًا وملكًا وعبيدًا ؟. ﴿قل﴾ لهم هو :﴿لله﴾ لا لغيره والقصد بالآية : إقامة البرهان على التوحيد وإبطال الشرك. وجاء ذلك بصيغة الاستفهام ؛ لإقامة الحجة على
٢٤٠


الصفحة التالية
Icon