﴿وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق﴾. أي : قائمًا بالحق والحكمة، فهو أحق بالعبادة وحده، ﴿ويوم يقول كن فيكون قوله الحق﴾ أي : قوله العدل حاصل يوم يقول للبعث والحشر : كن فيكون، ﴿وله الملك يوم ينفخ في الصور﴾ أي : انفرد الملك له يوم ينفخ في الصور فيقول : لمن الملك اليوم ؟ فلا يُجاب، فيقول : لله الواحد القهار، ﴿عالم الغيب والشهادة﴾ أي : هو عالم بما غاب وما ظهر، ﴿وهو الحكيم﴾ في صنعه، ﴿الخبير﴾ بأمر عباده. الإشاره : إذا توجه العبد إلى مولاه، وانقطع بكليته إلى الله، طالبًا منه معرفته ورضاه، قد يمتحن بشيء من شدائد الزمان ؛ كالفاقة وإيذاء الخلق والأحزان، فيقال اختبارًا له : تعلق في دفع ما نزل بك بشيء من السِّوى، فيجب عليه أن يقول :﴿أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونُردُّ على أعقابنا﴾ بالالفتات إلى غير ربنا، بعد إذ هدانا الله إلى توحيده ومعرفته، ونكون كالذي استهوته الشياطين في الأرض، حيران بالتفاته إلى غير الكريم المنان، ﴿قل إن هدى الله﴾ أي : هدايته الخاصة، وهي الإنقطاع إليه وحده في الشدائد، ﴿هو الهدى﴾، وقد أُمرنا بالانقياد بكليتنا إلى ربنا، وأُمرنا إذا حزبنا شيء بإقامة الصلاة ؛ لأنها مفتاح الفرج، وبالتقوى ؛ لأنها سبب النصر ؛ ﴿إنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا﴾، وآخر أمرنا الموت والحشر إلى ربنا، والاستراحة إلى الروح والريحان. وبالله التوفيق.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٧١
قلت :﴿آزر﴾ : عطف بيان، أو بدل من أبيه، ومنع من الصرف ؛ للعلمية والعجمة. وقرأ يعقوب بالضم ـ على النداء، وقيل : إن آزر اسم صنم ؛ لأنه ثبت أن اسم أبي إبراهيم تارخ. فعلى هذا يحتمل أن يكون لقب به ؛ لملازمته له، وقيل : هما عَلمَانِ له كإسرائيل ويعقوب.