الإشارة : بعض الأرواح مستقرها الفناء في الذات، ومستودعها الفناء في الصفات، وهم العارفون من أهل الإحسان، وبعضها مستقرها الفناء في الصفات، ومستودعها الاستشراف على الفناء في الذات، وهم أهل الإيمان بالغيب. وقال الورتجبي : بعض الأرواح مستقرها الصفات، ومستودعها الذات، بنعت البقاء في الصفات، والفناء في الذات، لأن القَدَم مُنزه أن يحل فيه الحدث. هـ.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٨٦
قلت : الضمير في ﴿منه﴾ : يعود على النبات، و ﴿خَضِرًا﴾ : نعت لمحذوف، أي : شيئًا خضرًا، و ﴿قِنوَانٌ﴾ : مبتدأ، و ﴿من النخل﴾ : خبر، و ﴿مِن طَلعها﴾ : بدل، والطَّلع :
٢٨٧
أول ما يخرج من التمر في أكمامه، والقنوان : جمع قنو، وهو العنقود من التمر، و ﴿مُشتبهًا﴾ : حال من الزيتون والرمان، أو من كل ما تقدم من النبات، و ﴿جنات﴾ : عطف على ﴿نبات كل شيء﴾. و ﴿ينعِهِ﴾ أي : نضجه وطيبه، يقال : يَنَعتِ الثمرة، إذا أدركت وطابت.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿وهو الذي أنزل من السماء﴾ أي : السحاب أو جانب السماء، ﴿ماء فأخرجنا﴾، فيه الالتفات من الغيبة إلى التكلم، ﴿به﴾ أي : بذلك الماء، ﴿نبات كل شيء﴾ أي : نبت كل صنف من النبات على اختلاف أنواعه، فالماء واحد والزهر ألوان، ﴿فأخرجنا منه﴾ أي : من النبات، شيئًا ﴿خَضِرًا﴾ وهو ما يتولد من أصل النبات من الفراخ، ﴿نُخرجُ منه﴾ أي : من الخَضِر، ﴿حبًّا مُترَاكبًا﴾ وهو السنبل ؛ لأن حبه بعضه فوق بعض، وكذلك الرمان والذرة وشبهها، ﴿ومن النخل من طلعها قِنوانٌ دانية﴾ أي : ويخرج من طلع النخل عناقيد متدانية مقريبة من المتناول، أو ملتفة، قريب بعضها من بعض، وإنما اقتصر على المتداني دون العالي ؛ لزيادة النعمة والتمكن من النظر فيه، دون ضده.