العظيم، كان حظه من النعيم بقدر ما هداه في الدنيا لصراطه المستقيم. هـ. وقال في نوادر الأصول : في الحديث :" إنَّ مِن أهل الجنَّة من ينظرُ إلى الله عزَّ وجَلَّ غُدوَةً وعَشيًّا " ورُوِي عن معاذ أنه قال :" صِنفٌ مِن أهلِ الجَنَّة مَن يَنظُر إلى الله عزَّ وجَلَّ، لا يُستر الربُّ عنهم ولا يحتَجِبُ " ثم قال : وذُكر أن الرضوان آخر ما ينال أهلُ الجنة، ولا شيء أكبر منه، وكل عبد من أهل الجنة حظه من الرضوان هناك فيها على قدر جوده بنفسه على الله في الدنيا. هـ.
وقوله تعالى :﴿وهو اللطيف الخبير﴾، قال الورتجبي : هو بلطف ذاته ممتنع عن مطالعة خلقه، مع علو شأن علمه وإحاطته بجميعهم، وجودًا وعدمًا، أي : وإنما يُرى بنوره، لا بالحواس الخفاشية، فإنها تضعف عن مقاومة شعاعه، وتنخنس عند انكشاف سبحاته. هـ. على نقل الحاشية الفاسية. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٩١
قلت : البصائر : جمع بصيرة، وهي عَينُ القلب، كما أن البصر عين البدن، فالبصيرة ترى المعاني القديمة، والبصر يرى الحسيات الحادثة.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿قد جاءكم﴾ أيها الناس ﴿بصائرُ من ربكم﴾ أي : براهين توحيده، ودلائل معرفته، حاصلةَ من ربكم، تنفتح بها البصائر، وتبصر بها أنوار قدسه، ﴿فمن أبصرَ﴾ الحق، وآمن به، واستعمل الفكر فيه حتى عرفه، ﴿فلنفسه﴾ أبصر، ولها نفع، ﴿ومن عَميَ﴾ عنها، ولم يرفع رأسًا، وضل عن الحق، ﴿فعليها﴾ وباله وضرره، ولا يتضرر بها غيره، ﴿وما أنا عليكم بحفيظ﴾ أرقب أعمالكم وأُجازيكم، وإنما أنا منذر، والله هو الحفيظ عليكم، يحفظ أعمالكم ويجازيكم عليها.


الصفحة التالية
Icon