الإشارة : الإعراض عن الخلق والاكتفاء بالملك الحق ركن من أركان الطريق، قال الشيخ زروق رضي الله عنه : أصول الطريقة خمسة أشياء : تقوى الله في السر والعلانية، واتباع الرسول في الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، والرجوع إلى الله في السراء والضراء، والرضا عن الله في القليل والكثير. هـ.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٩٤
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ولا تَسُبُّوا﴾ أصنامهم ﴿الذين﴾ يدعونها آلهة، ويخضعون لها ﴿من دون الله﴾ أي : ولا تذكروا آلهتهم بسوء، ﴿فيَسُبوا الله عَدْوًا﴾ أي : ظُلْمًا وتجاوزًا عن الحق إلى الباطل، ﴿بغير علم﴾ أي : على جهالة بالله تعالى، وبما يجب أن يذكر به من التعظيم، رُوِي أنه ﷺ كان يطعن في آلهتهم، فقالوا : لتنتهين عن آلهتنا أو لنَهجُونَّ إلهك، فنزلت. وقيل : كان المسلمون يسبون آلهتهم، فنُهوا ؛ لئلا يكون سبهم سببًا لسب الله تعالى، واستدل المالكية بهذا على سد الذرائع. قال البيضاوي : وفيه دليل على أن الطاعة إذا أدت لمعصية راجحة وجب تركها، فإنَّ ما يُؤدي إلى الشر شر. هـ. وقال ابن العربي : وقاية العرض بترك سنة واجب في الدنيا. هـ.
قال تعالى :﴿كذلك زينَّا لكل أمة عملهم﴾ من الخير والشر، نحملهم على ما سبق لهم توفيقًا أو تخذيلاً، أو يكون مخصوصًا بالشر، أي : زيَّنا لكل أمة من الكفرة عملهم السوء ؛ كَسَب الله تعالى وغيره من الكفر، ﴿ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئُهم بما كانوا يعملون﴾ من الخير فيُجازيهم عليه، أو من الشر فيعاقبهم عليه.


الصفحة التالية
Icon