الإشارة : العارف الكامل لا يُنقِص شيئًا من مصنوعات الله، ولا يصغر شيئًا من مقدورات الله، بل يتأدب مع كل شيء ؛ لرؤية صنعة الله في كل شيء، وكذلك المريد اللبيب، يتأدب مع كل من ظهر بالخصوصية في زمنه، كان صادقًا أو كاذبًا ؛ لئلا يؤدي إلى تنقيص شيخه، حين يذكر غيره بنقص أو غض. وفي الحديث :" لَعَن الله مَن يَسُبُّ والدَيهِ " فقالُوا : وكيف يسبُّ والدَيه يا رسول الله ؟ قال " يَسُبُّ أبا الرجُلِ فيسُبُّ الرجلُ أباهُ وأُمه " أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
٢٩٥
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٩٥
قلت :﴿جهد﴾ : مصدر لعامل محذوف، أي : واجتهدُّوا جهد أيمانهم، وهو حال، أي : وأقسموا جاهدين أيمانهم، ومن قرأ :﴿أنها﴾ ؛ بالفتح، فهو مفعول بيُشعركم، أي : وما يُدريكم أن الآيات إذا جاءت لا يؤمنون، وقيل :﴿لا﴾ : مزيدة، أي : وما يدريكم أنهم لا يؤمنون إذا رأوها، وقيل : إن، هنا، بمعنى لعل. ومَن قرأ بالكسر فهو استئناف، وتم الكلام في قوله :﴿وما يشعركم﴾ أي : وما يشعركم ما يكون منهم، فعلى القراءة بالكسر، يُوقف على :﴿ما يشعركم﴾، وأما على القراءة بالفتح، فإن كانت أنَّ ـ مصدرية لم يوقف عليه ؛ لأنه عامل فيها، وإن كانت بمعنى : لعل، فأجاز بعض الناس الوقف، ومنعه بعضهم.