الإشارة : من قواعد أهل التصوف : الرجوع إلى الله في كل شيء، والاعتماد عليه في كل نازل، والتحاكم إلى الله في كل أمر، إن توقفوا في حكم رجعوا إلى كتاب الله، فإن لم يجدوه نصًا، رجعوا إلى سنة رسول الله ﷺ، فإن لم يجدوه، استفتوا قلوبهم، وفي الحديث عنه :" استَفت قلبَكَ وإن أفتَاكَ المُفتُونَ وأفتوك " وفي بعض الآثار قالوا : يا رسول الله ؛ أرأيت إن اختلفنا بعدك، ولم نجد نصًا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ؟ قال :" ردوه إلى صلحائكم، واجعلوه شُورَى بينهم ولا تَتَعَدّوا رأيهم " أو كما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٩٩
قلت :﴿من يضل﴾ : موصولة، أو موصوفة في محل نصب بفعل دل عليه ﴿أعلم﴾، أي : يعلم من يضل، فإن أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به إجماعًا. أو مبتدأ، والخبر :﴿يضل﴾ على أن ﴿من﴾ استفهامية، والجملة : معلق عنها الفعل المقدر، كقوله تعالى :﴿لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى﴾ [الكهف : ١٢].
يقول الحقّ جلّ جلاله : لرسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولمن كان على قدمه :﴿وإن تُطع أكثر من في الأرض﴾ ؛ من الكفار أو الجهال أو من اتبع هواه ﴿يضلوك عن﴾ طريق ﴿الله﴾، الموصلة إلى معرفته، وحلول رضوانه، فإن الضال لا يأمر إلا بما هو فيه،
٣٠٠