ولذلك ردّ الله تعالى عليهم بقوله :﴿كذلك كذب الذين من قبلهم﴾ الرسل، فتمسكوا بالحقيقة الظلمانية، ﴿حتى ذاقوا بأسنا﴾ أي : عذابنا الذي أنزلناه عليهم بتكذيبهم ﴿قل﴾ لهم :﴿هل عندكم من علم﴾ يدل على أن الله أمركم بالشرك، وتحريم ما أحل، وأنه رضي ذلك لكم، ﴿فتخرجوه﴾ أي : فتظهروه ﴿لنا﴾، بل ﴿إن تتبعون﴾ في ذلك ﴿إلا الظن﴾ ولا تحقيق عندكم، ﴿وإن أنتم إلا تخرصون﴾ ؛ تكذبون على الله تعالى، وفيه دليل على أن الظن لا يكفي في العقائد.
﴿قل﴾ لهم :﴿فللَّه الحجة﴾ على عباده، ﴿البالغة﴾، حيث بعث الرسل مبشرين ومنذرين، وأمروا بتوحيد الله وطاعته، فكل من خالفهم قامت الحجة عليه، هذا باعتبار التشريع الظاهر، وأما باعتبار باطن الحقيقة، فالأمور كلها بيد الله ؛ يضل من يشاء بعدله، ويهدي من يشاء بفضله، ﴿فلو شاء لهداكم أجمعين﴾ ولكن شاء هداية قوم وضلال آخرين، ﴿لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ﴾ [الأنبيَاء : ٢٣]، فقول المشركين :﴿لو شاء الله...﴾ الخ، حق في نفسه، لكنهم لم يعذَروا ؛ لإهمالهم الشريعة.
﴿
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٢١
قل هلُم﴾
أي : أحضروا، ﴿شهداءكم﴾ أي : كبراءكم وأئمتكم، ﴿الذين يشهدون أن الله حرّم هذا﴾، استحضرهم ليلزمهم الحجة، ويَظهر بانقطاعهم ضلالهم، وألاَّ متمسك
٣٢٢


الصفحة التالية
Icon