﴿وإذا قلتم﴾ في حكومة ونحوها، ﴿فاعدلوا ولو كان﴾ المقول له في شهادة أو حكومة ﴿ذا قربى﴾ ؛ فيجب العدل في ذلك، ﴿وبعهد الله أوفوا﴾ أي : ما عهد إليكم من ملازمة العدل وتأدية أحكام الشرع، أو ما عاهدتم مع عباده، ﴿ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكرون﴾ ؛ تتعظون به.
﴿وأنَّ هذا﴾ أي : ما تقدم في السورة كلها، ﴿صراطي مستقيمًا فاتبعوه﴾ ؛ لأن السورة بأسرها إنما هي في إثبات التوحيد، والنبوة، وبيان الشريعة، ﴿ولا تتبعوا السُّبل﴾ ؛ الأديان المختلفة والطرق التابعة للهوى، فإن مقتضى الحجة واحد، ومقتضى الهوى متعدد ؛ لاختلاف الطبائع والعادات، ولذلك تَفرقت. والمراد بالطرق : اليهودية والنصرانية وغيرهما من الأديان الباطلة، ويدخل فيه البدع والأهواء، وفي الحديث أن النبي ﷺ خط خطًا، ثم قال :" هذا سبيل الله "، ثم خط خطوطًا عن يمينه وشماله، ثم قال :" هذه سُبُلٌ، وعلى كُلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يَدعُو إليها " ﴿ذلكم﴾ الاتباع ﴿وصّاكم به لعلكم تتقون﴾ الضلال والتفرق عن الحق. وبالله التوفيق.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٢٣
الإشارة : قد وصّى الحقّ ـ جلّ جلاله ـ على التخلص من الشرك، جليه وخفيه، ولا يكون إلا بتحقيق الإخلاص والتوحيد الخاص. وهو مطلب الصوفية، وبالإحسان بالوالدين الروحانيين والبشريين، أي : والد الأرواح ـ وهو الشيخ المربي ـ ووالد الأشباح، ولا بد للمريد من طاعتهما، إلاَّ أنه يقدم طاعة الشيخ، كما تقدم عن الجنيد في ( سورة النساء).
٣٢٥