يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ذلك﴾ أي : نكاح الإماء إنما أبَحْتُهُ لمن خشي الوقوع في الزنا، الذي هو أقبح الفواحش، فنكاح الأمةُ، وإرقاق الولد يباع في الأسواق أخف من الزنا. ﴿وأن تصبروا﴾ عن نكاحهن، مع التعفف عن الزنا، ﴿خير لكم﴾ لئلا يرق أولادكم. وعن أنس قال : سمعت النبي ﷺ يقول :" مَنْ أرادَ أنْ يَلْقَى اللهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا فَلْيَتَزَوَّج الْحَرائِر " وقال أبو هريرة : سمعته ﷺ يقول :" الحَرَائِر صَلاحُ البَيْتَ، والإمَاءُ هَلاكُ البَيت ". ﴿والله غفور﴾ لكم فيما سلف من المخالفة، ﴿رحيم﴾ بكم، حيث رخَّص لكم عند خوف الإثم نكاحَ الأمَة، ﴿يريد الله ليبين لكم﴾ شرائع دينكم، ومصالح أموركم، ﴿ويهديكم سنن الذين من قبلكم﴾ أي : مناهج مَنْ تقدمكم من أهل الرشد، كالأنبياء والصالحين، لتسلكوا مناهجهم، كحفظ الأموال والأنساب، وتحريم الأمهات والبنات والأخوات، فإنهن محرمات على من قبلكم، ﴿ويتوب عليكم﴾ أي : يغفر ذنوبكم الماضية، أو يرشدكم إلى التوبة، أو يمنعكم من المعاصي بالعصمة. ﴿والله عليم﴾ بما أسلفتم وما تستقبلونه من أفعالكم، ﴿حكيم﴾ بما دبر وأبرم.


الصفحة التالية
Icon