هل ينظرون} أي : ما ينتظر الكفار به ﴿إلا تأويلَه﴾، أي : ما يؤول إليه أمره ؛ من تبين صدقه، بظهور ما نطق به من الوعد والوعيد، بقيام الساعة وما بعدها، ﴿يوم يأتي تأويلُه﴾ ؛ بظهور ما نطق به، ﴿يقول الذين نَسُوه من قبل﴾، ولم يؤمنوا به :﴿قد جاءت رسُل ربنا بالحق﴾ أي : قد تبين أنهم جاؤوا بالحق، وحصل لهم اليقين حيث لم ينفع، ثم طلبوا من يشفع فيهم فقالوا :﴿فهل لنا من شفعاءَ فيشفعوا لنا﴾ اليوم، ﴿أو نُردُّ﴾ أي : وهل نرد إلى الدنيا ﴿فنعملَ غيرَ الذي كنا نعملُ﴾ فنستبدل الكفر بالإيمان، والعصيان بالطاعة والإذعان، أو : فيشفعوا لنا في أحد الأمرين : إما السلامة من العذاب، أو الرد إلى الدنيا فنستبدل الكفر بالإيمان. قال تعالى :﴿قد خسروا أنفسهم﴾ ؛ أي : بخسوها بسوء أعمالهم وكفرهم، ﴿وضلَّ عنهم ما كانوا يفترون﴾ أي : غاب عنهم افتراؤهم فلم ينفعهم.
الإشارة : إذا وصل أهل الجد والتشمير إلى حضرة العلي الكبير، وأفاض عليهم من ماء غيبه، حتى امتلأت قلوبهم وأسرارهم، فأثمر لهم العلوم اللدنية والأسرار الربانية ؛ ناداهم أهل البطالة والتقصير : أفيضوا علينا من الماء الذي سقاكم الله منه، أو مما رزقكم من العلوم والمعارف. قالوا : إن الله حرمهما على البطالين ؛ الذين اتخذوا طريق القوم
٣٥٨


الصفحة التالية
Icon