لها في الشرع، وعن النبي ﷺ :" سَيَكُونُ قَومٌ يَعتَدُونَ في الدّعَاءِ، وحَسبُ المَرء أن يَقُولَ : اللَّهُمَّ إنَّي أسألُكَ الجَنَّةَ ومَا يُقرِّبُ إليهَا من قَولٍ وعَمَلٍ. ثم قرأ ﴿إنَّه لا يُحبُّ المُعتَدِين﴾ ". ﴿ولا تُفسدوا في الأرض﴾ بالكفر والمعاصي، ﴿بعد إصلاحها﴾ ببعث الأنبياء، وشرع الأحكام، أو : ولا تفسدوا في الأرض بالمعاصي الموجبة لفساد العالم بالقحط والفتن، بعد إصلاحها بالخصب والأمان، ﴿وادعوه خوفًا وطمعًا﴾ أي : خوفًا من الرد لقصور الأعمال، وطمعًا في القبول بالفضل والكرم ؛ ﴿إن رحمةَ الله قريبٌ من المحسنين﴾ المخلصين.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٥٩
قال البيضاوي : هو ترجيح للطمع، وتنبيه على ما يتوصل به إلى الإجابة، وتذكير قريب ؛ لأن الرحمة بمعنى الترحم، أو لأنه صفة محذوف ؛ أي : أمر قريب، أو على تشبيه فعيل الذي هو بمعنى مفعول، أو للفرق بين القريب من النسب، والقريب من غيره. هـ. قلت : والأحسن أنه إنما ذكره ؛ لأن المراد بالرحمة هنا : سر الخصوصية، وهو مذكر، فراعى معنى اللفظ، كأنه قال : إن سر الولاية ـ وهي الخصوصية ـ قريب من المحسنين. والله تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon