﴿ولمّا وقع عليهم الرَّجزُ﴾ يعني : العذاب المفصل، أو الطاعون الذي أرسله عليهم بعد ذلك، ﴿قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك﴾ أي : بعهده عندك، وهو النبوة، أو بالذي عهده إليك أن تدعوه به فيجيبك كما أجابك في آياتك. والمعنى : ادع الله متوسلاً إليه بما عهد عندك من النبوة والجاه، أو بدعائك إليه ووسائلك، ﴿لئن كشفت عنا الرجز﴾ : العذاب ﴿لنُؤمنن لك﴾ أي : أقسمنا بعهد الله لئن كشفت عنا الرجز لنؤمن لك ﴿ولنرسلنَّ معك بني إسرائيل﴾ كما طلبت، قال تعالى :﴿فلما كشفنا عنهم الرِّجزَ إلى أجل هم بالغوه﴾ إلى حد من الزمان هم بالغوه ثم يُهلكون، وهو وقت الغرق أو الموت، وقيل : إلى أجل عينوه لإيمانهم، ﴿إذا هم ينكُثُون﴾ ؛ جواب " لَمَّا " أي : فلما كشفنا عنهم جاؤوا بالنكث من غير تأمل ولا توقف، ﴿فانتقمنا منهم﴾ أي : فأردنا الانتقام منهم، ﴿فأغرقناهم في اليم﴾ أي : البحر الذي لا يدرك قعره أو لجته، ﴿بأنهم﴾ أي : بسبب أنهم ﴿كذَّبوا بآياتنا﴾ التي أرسلناها عليهم. ﴿وكانوا عنها غافلين﴾ أي : أغرقناهم بسبب تكذيبهم بالآيات وعدم فكرهم فيها حتى صاروا كالغافلين عنها.
﴿
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٨٥
وأورثنا القوم الذين كانوا يُستَضعَفون﴾
بالاستعباد وذبح الأبناء ﴿مشارقَ الإرضِ ومغاربها﴾ يعني : أرض الشام، ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة، وتمكنوا من نواحيها ﴿التي باركنا فيها﴾ بالخصب وسعة العيش، وهي أرض الشام. وزاد ابن جزي : ومصر.


الصفحة التالية
Icon