ثم أجاب الحق ـ سبحانه وتعالى ـ سؤال موسى عليه السلام في قوله :﴿واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة﴾ فقال :
﴿... قَالَ عَذَابِيا أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيا أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
يقول الحقّ جلّ جلاله : في جواب سيدنا موسى عليه السلام :﴿قال عذابي أُصيب به من أشاءُ﴾ ممن أخذّته الرجفة وغيرهم، ﴿ورحمتي وَسِعت كلَّ شيء﴾ في الدنيا للمؤمنين والكافرين، وفي الآخرة مخصوصة بالمؤمنين، ﴿فسأكتبها﴾ كتابة خاصة لا تليق بكم يا بني إسرائيل، إنما تليق بالأمة المحمدية الموسومة بالآداب المرضية، الذين ﴿يتقون﴾ الكفر والمعاصي، وإن وقعت هفوة بادروا إلى التوبة، ﴿ويُؤتون الزكاة﴾، خصصها بالذكر لأنها كانت أشق عليهم. ﴿والذين هم بآياتنا يؤمنون﴾ فلا يكفرون بشيء منها، بل يؤمنون بجميع الكتب والأنبياء، وليس ذلك لغيرهم. ولذلك خصهم الله بهذه الرحمة ؛ فَنَصرَهم على جميع الأمم، وأعلى دينهم على جميع الأديان، ومكّن لهم ما لم يمكن لغيرهم.


الصفحة التالية
Icon