﴿الذين يتبعون الرسول﴾ ﷺ ﴿النبي الأميَّ﴾ وهو نبينا ومولانا محمد ﷺ، وكونه أُميًّا شرفٌ له، إذ الكتابة وسيلة للعلوم، وقد أُعطي منها ما لم يُعطَ أحَدٌ من العالمين، من غير تعب تعلمها، ولارتفاع الارتياب في نبوته ﷺ، فهي من جملة معجزاته ؛ قال تعالى :﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ...﴾ [العَنكبوت : ٤٨] الآية. قال بعضهم :
٤٠٠
لما قال الله تعالى :﴿ورحمتي وسعت كل شيء﴾ طمع فيها كل أحد، حتى إبليس، فلما قال :﴿فسأكتبها للذين يتقون﴾ يئس إبليس، وبقيت اليهود والنصارى، فلما قال :﴿الذين يتبعون الرسول النبي الأميّ﴾ يئس اليهود والنصارى. هـ.
﴿
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٩٨
الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل﴾ اسمًا وصفة، ونص ما في التوراة على ما في صحيح البخاري، عن عبد الله بن سلام :" يا أيُّهَا النَبِيُّ إنَّا أرسلَنَاكَ شَاهِدًا ومُبَشَّرًا ونَذِيرًا، وحِرزًا للأمِّيينَ، أنتَ عَبدِي ورَسُولِي، سَمَّيتُكَ المُتَوكلَ، لِيسَ بفظٍ ولا غليظ ولا صَخَّابِ في الأسوَاقُ، ولا يُجَازِي بالسَّيِّئةَ السَّيِّئة، ولكِن يَعَفُو ويَصفَحُ، ولَن يَقبِضَهُ الله حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوجاءَ ؛ بِأن يَقُولُوا : لا إله إلاَّ الله، فَيفَتَح بِها أعيُنًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقُلُوبًا غُلفًا ". ومما في التوراة أيضًا، وهو مما أجمع عليه أهل الكتاب، وهو باق في أيديهم إلى الآن ؛ أن الملك قد نزل على إبراهيم، فقال له : في هذا العام يولد لك غلام اسمه إسحاق، فقال إبراهيم : يا رب ليت إسماعيل يعيش يخدمك، فقال الله لإبراهيم : ذلك لك، قد استجيب لك في إسماعيل، وأنا أباركه، وأنميه، وأكثره، وأعظمه بما ذماذ، وتفسيره : محمد صلى الله عليه وسلم.