قلت : وبهذا العموم تشبث إبليس في قضية له مع سهل، وذلك أنه لما تراءى له، ضحك، فقال له : كيف تضحك وقد أبلست من رحمة الله ؟ فقال له : قال تعالى :﴿ورحمتي وسعت كل شيء﴾ وأنا شيء فسكت سهل، ثم تذكر تما الآية، فقال : قال تعالى :﴿فسأكتبها للذين يتقون﴾، فهي مُقيدة لا مطلقة، فقال له : التقوى فعل العبد، والرحمة صفة الرب، ولا يتغير وصف الحق بفعل العبد، فعجز سهل.
قلت : والجواب : أن إبليس جاء من جهة الفرق، ولو نظر للجمع لوجد الرحمة وصفه، والتقوى فعله، وفعله يغير وصفه، والكل منه وإليه. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٩٨