الإشارة : واعبدوا الله، أي : بالقيام بوظائف العبودية، ومشاهدة عظمة الربوبية، وقال بعض الحكماء : العبودية : ترك الاختيار، وملازمة الذل والافتقار. وقيل : العبودية أربعة أشياء : الوفاء بالعهود، والحفظ للحدود، والرضا بالموجود، والصبر على المفقود، وعنوان ذلك صفاء التوحيد، ولذلك قال :﴿ولا تشركوا به شيئًا﴾ أي : لا تَرَوْا معه غيره، كما قال القائل :
مُذْ عَرَفْتُ الإِلهَ لَم أرَ غَيْرًا
وكَذَا الغَيْرُ عِنْدنَا ممْنُوعُ
وقال آخر :( لو كُلفت أن أرى غيره، لم أستطع، فإنه لا غير معه حتى أشهده). فإذا حصلت العبودية في الظاهر، وتحقق التوحيد في الباطن، ظهرت عليه مكارم الأخلاق فيُحسن إلى الأقارب والأجانب، ويجود عليهم بالحس والمعنى، لأن الفتوة من شأن أهل التوحيد، ومن شيم أهل التجريد، كما هو معلوم من حالهم، نفعنا الله بذكرهم، وخرطنا في سلكهم. آمين.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٣
قال الورتجبي :" الوالدين " : مشايخ المعرفة. ثم نقل عن الجنيد، أنه قال : أمرني أبي أمرًا، وأمرني السري أمرًا. فقدمت أمر السري على أمر أبي، وكل ما وجدت فهو من بركاته. هـ. وذوو القربى هم الأخوة في الشيخ، ﴿واليتامى﴾ : من قصدهم من المتفقرة الجاهلة، ﴿والمساكين﴾ : ضعفاء اليقين من العامة، أمر الله تعالى أهل الخصوصية بالإحسان إليهم والبرور بهم، وهو أن يقرهم في طريقهم، وبحوشهم إلى ربهم.