إبراهيم بن يسار قال : قال النبي ﷺ :" اعملُوا بالقرآن : أحلُّوا حَلاَلهُ، وحرَّمُوا حرامَهُ، وآمنوا بِه ولا تكفُروا بشيءٍ منهُ، وما اشتبه عليكُم فردُّوه إلي الله تعالى وإلى أولى العِلم من بَعدي، كيما يُخبرُونكم به "، ثم قال :" وليَسعُكُم القرآن وما فيهِ من البَيَانِ ؛ فإنه شافعٌ مشفَّعٌ، وما حِلٌ مُصدَّقَّ "، وأن له بكل حَرفٍ نُورًا يومَ القِيَاَمَة ". فردوا الأحكام إليه وإلى الرسول، ﴿إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر﴾ فأن الإيمان يُوجِبُ ذلك. ﴿ذلك﴾ الرد ﴿خير﴾ لكم ﴿وأحسن تأويلاً﴾ من تأويلكم بالرأي من غير رد، وأحسن عاقبة ومآلاً، والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٠
الإشارة : أولو الأمر عند الصوفية، هم شيوخ التربية العارفون بالله، فيجب على المريدين طاعتهم في المنشط والمكره، وفي كل ما أمروا به، فمن خالف أو قال :" لِمَ " لَم يفلح أبدًا، ويكفي الإشارة عن التصريح عند الحذاق أهل الاعتناء، فإن تعارض أمر الأمراء وأمر الشيوخ، قدَّم أمر الشيخ إلا لفتنة فادحة، فإن الشيخ يأمر بطاعتهم أيضًا لما يؤدي من الهرج بالفقراء، فإن تنازعتم يا معشر الفقراء، في شيء من علم الشريعة أو الطريقُ، فردوه إلى الكتاب والسنُّة. قال الجنيد رضي الله عنه : طريقتنا هذه مؤيدة بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويتعلم الحديث لا يُقتدى به في هذا الشأن. هـ. ويكفي المهم من ذلك، وهو ما يتوقف عليه أمر عبادته. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٠
قلت :﴿رأيت المنافقين﴾، وضع الظاهر موضع المضمر تسجيلاً عليهم بالنفاق وذمًا لهم به. وكان القياس : رأيتهم، و ﴿صدودًا﴾ : مصدر، أو اسم مصدر الذي هو الصد، والفرق بينه وبين المصدر : أن المصدر اسم للمعنى الذي هو الحدث، واسم المصدر اسم للفظ المحسوس، و ﴿يحلفون﴾ حال. و ﴿في أنفسهم﴾ يتعلق بقُل، وقيل