٦١
ببليغًا. وهو ضعيف ؛ لأن الصفات لا يتقدم عليها معمولها، اللهم إلا أن يتوسع في الظروف.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ألم تر﴾ يا محمد ﴿إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك﴾ وهم المنافقون، ﴿يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت﴾، كعب بن الأشرف لفرط طغيانه. وفي معناه كل من يحكم بالباطل، ﴿وقد أُمروا أن يكفروا به﴾، ويؤمنوا بالله ويرضوا بحكمه. ﴿ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدًا﴾، بأن يصرفهم عن حكم الله ورسوله.
قال ابن عباس : إنَّ منافقًا خَاصَمَ يَهُودِيًّا فَدَعَاهُ اليَهُوديُّ إلى النَّبِيَّ ﷺ، ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف، ثم اختصما إلى رسول الله ﷺ، فحكم لليهودي بالحق ؛ فلم يرض المنافق، وقال : نتحاكم إلى عُمَر، فقال اليهودي : نعم فذهبا إلى عمر رضي الله عنه فقال اليهودي : قضى لي رسول الله ﷺ فلم يرضى بقضائه وخاصم إليك، فقال عمر للمنافق : أكذلك ؟. قال : نعم، فقال : على رسلكما حتى أخرج إليكما، فدخل وأخذ سيفه فخرج، فضرب به عنق المنافق حتى برد، وقال : هكذا أقضي لمن لم يرضَ بقضاء الله ورسوله، فنزلت الآية.. وقال جبريل رضي الله عنه : إن عمر فرّق بين الحق والباطل. فسُمي الفاروق.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦١