وقد ورد عن سيدنا علي ـ كرم الله وجهه ـ أنه قال : سبع آيات : من قرأها أو حملها معه ؛ لو انطبقت السماء على الأرض ؛ لجعل الله له فرجاً ومخرجاً من أمره، فذكر هذه الآية :﴿قل لن يصيبنا﴾، وآية في سورة يونس :﴿وَإِن يَمسَسْك اللَّهُ بِضُرٍ...﴾ [يونس : ١٠٧] الآية، وآيتان في سورة هود :﴿وَما مِن دآبَّةٍ...﴾ [هود : ٦]، الآية، ﴿إنّي تَوَكَّلتُ عَلَى اللهِ رَبَي وَرَبّكُم...﴾ [هود : ٥٦]، الآية، وقوله تعالى :﴿وكأَيَّن مّنِ دَآبَّةٍ لاَّ تَحمِلُ رِزقُها اللَّهُ يرزُقُها وَإِيَّاكمُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ [العنكبوت : ٦٠]، ﴿مَّا يَفتَحِ اللَّهُ للِنَّاسِ مِن رَّحمَةٍ فَلاَ مُمسكَ لَهَا وَمَا يَمسِك فَلاَ مُرسِلَ لَهُ مِن بَعدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيمُ﴾ [فاطر : ٢]، و ﴿ولَئن سَأَلتَهُم﴾.. في الزمر إلى قوله ﴿عَلَيهِ يَتَوكَّلُ المُتَوَكِلُون﴾ [الزمر : ٣٨]، ونظمها بعضهم فقال :
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٨٣
عليك بقل وإن، وما، إني، في هود
وكأين، مَا يفتحْ، ولئن ؛ مكملا
وإنما أشار رضي الله عنه إلى معنى الآيات لا إلى لفظها ؛ لأنها كلها تدل على النظر لسابق القدر، والتوكل على الواحد القهار.
الأمر الثاني : تحقق العبد برأفته ـ تعالى ـ ورحمته، وأنه لا يفعل به إلا ما هو في غاية الكمال في حقه، إن كان جمالاً فيقتضي منه الشكر، وإن كان جلالاً فيقتضي منه الصبر، وفيه غاية التقريب والتطهير وطي المسافة بينك وبين الحبيب. وفي الحكم :" خير أوقاتك وقت تشهد فيه وجودَ فاقتك، وتُرَدُ فيه إلى وجود ذلتك، إن أردت بسط المواهب عليك، فصحح الفقر والفاقة لديك، الفاقة أعياد المريدين ". إلى غير ذلك من كلامه في هذا المعنى.
الأمر الثالث : تحققه بخالص التوحيد ؛ فإذا علم أن الفاعل هو الله ولا فاعل سواه ؛
٨٤
رضي بفعل حبيبه، كيفما كان، كما قال ابن الفارض رضي الله عنه :
أَحِبَّاي أَنْتُمْ أَحسَنَ الدَّهر أم أسا