فكونوا كما شِئتُمْ أَنا ذلك الخِلّ
وكما قال صاحب العينية :
تَلَذُّ لِيَ الآلام إذْ كُنْتَ مُسقِمي
وإن تَخْتَبِرني فَهْي عِنْدي صَنَائِعُ
تَحَكَّم بِمَا تَهْواهُ فِيّّ فإنَّني
فَقيرٌ لسُلطان المَحَبَّةِ طَائِعُ
فهذه الأمور الثلاثة، إذا تفكر فيها العبد دام حبوره وسروره، وسهلت عليه شؤونه وأموره.
وقوله تعالى :﴿قل هل تربصون بنا...﴾ الآية، مثله يقول أهل النسبة لأهل الإنكار : هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين، إما حسن الختام بالموت على غاية الإسلام، يموت المرء على ما عاش عليه، وإما الظفر بمعرفة الملك العلام على غاية الكمال والتمام، ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعقوبة من عنده ؛ بسبب إذايتكم، أو بدعوة من عندنا إذا أَذِنَ لنا. وبالله التوفيق.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٨٣
﴿قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ﴾
ثم ذكر سبب إبطال عملهم وصدقاتهم، فقال :
﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىا وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾
قلت :(أن تُقبل) : بدل من ضمير (منعهم)، أو على حذف الجار، و (إلا أنهم كفروا) : فاعل، أي : وما منع قبول نفقاتهم، أو من قبول نفقاتهم، إلا كفرهم بالله وبرسوله، ويحتمل أن يكون الفاعل ضميراً يعود على الله تعالى و (إنهم) مفعول من أجله.


الصفحة التالية
Icon