قال تعالى في الرد عليهم :﴿قل أُذُنُ خيرٍ لكم﴾ أي : هو لكم سماع خير وحق، فيسمع الخير والحق ويبلغه لكم، أو قل : هو أذنٌ خيرٌ لكم من كونه غير أذن ؛ لأن كونه أذناً يقبل معاذيركم ؛ ولو كان غير أذن لكذبكم وفضحكم. وفي (الوجيز) أي : مستمع خير وصلاح، لا مستمع شر وفساد.
قال البيضاوي : وهو تصديق لهم بأنه أذن، لكن لا على الوجه الذي ذموا به ـ يعني من تنقصه بقلة الحزم والانخداع ـ بل من حيث إنه يسمع الخير ويقبله. ثم فسر ذلك بقوله :﴿يؤمنُ بالله﴾ ؛ يصدق بالله وبما له من الكمالات، ﴿ويُومنُ للمؤمنين﴾ ؛ ويصدقهم ؛ لما يعلم من خلوصهم، واللام مزيدة ؛ للتفرقة بين إيمان التصديق وإيمان الإذعان والأمان، ﴿ورحمةٌ للذين آمنوا منكم﴾ أي : هو رحمة لمن أظهر الإيمان منكم، بحيث يقبله ولا يكشف سره. وفيه تنبيه على أنه ليس يقبل قلولكم ؛ جهلاً بكم، بل رفقاً بكم وترحماً عليكم، قاله البيضاوي.
وفي ابن عطية : وخص الرحمة بالذين آمنوا ؛ إذ هم الذين نجوا بالرسول وفازوا. وفي الوجيز : وهو رحمة لهم، لأنه كان سبب إيمانهم. هـ. فظاهره أن الإيمان الصادر منهم كان حقيقياً، وهو حُسنُ خلافٍ ظاهر. قال البيضاوي : أي : هو رحمة لمن وفقه الله للإيمان منكم.
﴿والذين يُؤذون رسول الله﴾ بأي نوع من الإيذاء، ﴿لهم عذابٌ أليم﴾ موجع بسبب إذايته.
٩١


الصفحة التالية
Icon