جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٠١
ذلك} أي : عدم قبول استغفارك بسبب أنهم ﴿كفروا بالله ورسوله﴾ أي : ليس لبُخل منا، ولا تقصير في حقك، بل لعدم قابليتهم ؛ بسبب الكفر الصارف عنها. ﴿والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ ؛ المتمردين في كفرهم، وهو كالدليل على الحكم السابق، فإن مغفرة الكافر بالإقلاع عن الكفر، والإرشاد إلى الحق، والمنهمك في كفره، المطبوع عليه، لا ينقلع ولا يهتدي، والتنبيه على عذر الرسول في استغفاره، وهو عدم يأسه من إيمانهم، ما لم يعلم مطبُوعون على الضلالة، والممنوع هو الاستغفار بعد العلم ؛ لقوله :﴿مَا كَانَ للِنَّبيِ وَالَّذِينَ ءَامَنوا أن يستَغفِروا للِمُشرِكِينَ﴾.. الآية [التوبة : ١١٣] قاله البيضاوي.
الإشارة : من نصب الميزان على المؤمنين فيما يصدر منهم، أو على الصالحين أو الأولياء فيما يظهر عليهم، حتى يسخر منهم، سخر الله منه، وأبعده من رحمته، فلا تنفع فيه شفاعة الشافعين ولا استغفار المستغفرين. وفي بعض الأخبار :" من تتبع عورة أخيه
١٠٢
المؤمن تتبع الله عورته حتى يفضحه، ولو في جوف بيته ". ومن اشتغل بإذاية الأولياء، ولم يتب، مات على سوء الخاتمة، وذلك جزاء من حارب الله ـ والعياذ بالله ـ.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٠١
قلت :(خلافَ رسول الله) : منصوب على الظرفية، أي : بعده، يقال : أقام خلاف الحي، أي : بعدهم، وقيل : مصدر خالف، فيكون مفعولاً لأجله، أو حال.


الصفحة التالية
Icon