الإشارة : إذا حصل للعبد القرب من الحبيب قربت منه الأشياء كلها، ورغبت في خُلّته الملائكةُ والجنُّ والإنسُ والروحانيون، فإذا مات صلت على جسده أجناد الأرض، وعلى روحه أجناد السماء، وفرحن بقدومه الملائكة والروحانيون، وربما شفعه الله في أهل عصره أجمعين، وإذا حصل للعبد البعد من ربه بعدت عنه الأشياء كلها، ورفضت جسده وروحه الجن والإنس والملائكة، فلا يصل عليه أحد، ولا يقف على قبره بشر، فالحذر الحذر من كل ما يبعد من حضرة الحبيب من المخلفات والإصرار على الزلات، فإنه بريد الكفر، الذي هو البعد الكبير ـ والعياذ بالله ـ. والبدارَ البدارَ إلى ما يقرب من الحبيب، من أنواع الطاعات، والمسارعة إلى الخيرات، وسائر الأخلاق الحسنة والشيم المستحسنة. وبالله التوفيق.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٠٤
يقول الحق جل جلاله :﴿وإذا أنزلت سورة﴾، أو بعضها، في شأن الجهاد قائله :﴿ان آمنوا بالله﴾ وحده، ﴿وجاهدوا مع رسوله﴾ ﷺ، ﴿استأذَنَكَ﴾ في التخلف ﴿أُولو الطَّولِ منهم﴾ أي : أولو الغنى والسعة، ﴿وقالوا ذَرْنَا نكن مع القاعدين﴾ ؛ الذين قعدوا لعذر، ﴿وَضُوا بأن يكونوا مع الخوالِف﴾ ؛ مع النساء، جمع خالفة، وقد يقال : الخالفة ؛ للذي لا خير فيه. ﴿وطبع على قلوبهم﴾ بالكفر والنفاق، ﴿فهم لا يفقهون﴾ ما في الجهاد وموافقة الرسول من السعادة، وما في التخلف عنه من الشقاوة.


الصفحة التالية
Icon