قال تعالى :﴿عليهم دائرةُ السَّوْءِ﴾، وهو دعاء عليهم بنحو ما يتربصونه ـ أي : عليهم يدور من الدهر ما يَسُوؤهم أو جعل الله دائرة السوء نازلة بهم. قال ابن عطية : كل ما كان بلفظ دعاء من جهة الله ـ عز وجل ـ فإنما هو بمعنى إيجاب الشيء ؛ لأن الله تعالى لا يدعو على مخلوقاته وهي في قَبضته، ومن هذا قوله :﴿ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ [الهمزة : ١]، ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ [المطففين : ١]، وهي كلها أحكام تامة تضمنها خبره تعالى. هـ. أو إخبار عن وقوع ما يتربصونه عليهم. قال البيضاوي : الدوائر في الأصل : مصدر أضيف إليه السوء ؛ للمبالغة، كقولك : رَجلُ صدق. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو :" السُّوء " هنا، وفي الفتح بضم السين. هـ. ﴿والله سميعٌ﴾ لما يقولونه عند الإنفاق ﴿عليم﴾ بما يضمرونه من الرياء وغيره.
١١١


الصفحة التالية
Icon