الإشارة : مخالفة الله ورسوله توجب الطرد والبعاد، وموافقة الله ورسوله توجب القربة والوداد، وهذا الموافقة التي توجب للعبد المحبة والوداد تحصل بخمسة أشياء : امتثال أمره، واجتناب نهيه، والإكثار من ذكره، الاستسلام لقهره، والاقتداء بنبيه صلىالله عليه وسلم والتأدب بآدابه، والتخلق بأخلاقه، وبأضداد هذه الأشياء يحصل للعبد المخالفة التي توجب طرده وبُعده، وهي مخالفة أمره، وارتكاب نهيه، والغفلة عن ذكره، والتسخط عند نزول قهره، وعدم الاقتداء بنبيه ﷺ ؛ بارتكاب البدع المحرمة والمكروهة، حتى يُفضى به الحال إلى المشاققة والمباعدة، ﴿ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب﴾ بالله التوفيق.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١١
قلت :(زحْفاً) : مصدر، وزحف الصبي إذا دب على مقعده قليلاً قيلاً، سمى به الجيش المقابل للقتال ؛ لأنه يندفع للقتال شيئاً فشيئاً، ونصبه على الحال من فاعل " لقيتم " أو " من الذين كفروا " و(متحرفاً) و(متحيزاً) : حالان، و(إلا) مُلغاة، ووزن متحيز : متفيْعل، لا متفعل، وإلا كان متحوزاً ؛ لأنه من حاز يحوز.
يقول الحق جل جلاله :﴿يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا﴾ زاحفين لهم،
١٢


الصفحة التالية
Icon