والآية كالدليل لقوله :﴿إليه مرجعكم جميعاً﴾، فإنَّه لمَّا كان المقصود من الإبداء والإعادة مجازاة الله المكلفين على أعمالهم، كان مرجع الجميع إليه لا محالة، ويؤيده قراءة من قرأ :" أنه يبدأ " بالفتح، أي : لأنه، ويجوز أن يكون منصوباً بما نصب " وعد الله ". قاله البيضاوي.
الإشارة : تقدم بعض إشارة هذه الآية في الأعراف، وقال الورتجبي هنا : جعل العرش مرآة تجلي قدسه ومأوى أرواح أحبابه لقوله :﴿ثم استوى...﴾ الآية، ثم قال : ثم دعاهم إلى عبادته بعد معرفته بقوله :﴿فاعبدوه﴾. وقال القشيري :﴿ذلكم الله ربكم﴾ تعريف، وقوله :﴿فاعبدوه﴾ تكليف، فحصولُ التعريف بتحقيقه، والوصولُ إلى ما وَرَدَ به التكليف بتوفيقه. هـ. وقال في قوله :﴿إليه مرجعكم جميعاً﴾ : الرجوع يقتضي ابتداء، والأرواح قبل حصولها في الأشباح كان لها في مواطن التسبيح والتقديس إقامة، والغائب إذا رجع إلى وطنه من سفره فلقدومه أثر عند مُحبيِّه وذويه، وأنشدوا :
أَيا قَادماً من سَفرةِ الهَجرِ مَرْحَباً
أَنَا ذاك لا أَنساكَ مَا هَبَّت الصَّبا. هـ.


الصفحة التالية
Icon