رسلُ ربهم، فلا ما كانوا أمّلوا أدركوا، ولا ما فاتهم رجعوا، قدِموا على ما قدَّموا، وندموا على ما خلفوا، ولم ينفع الندم وقد جف القلم ". وقال أيضاً ﷺ :" لا تخدعنكم زخارف دنيا دنية عن مراتب جنات عالية، فكأنْ قد كشف القناع، وارتفع الارتياب ولاقى كل امرئ مستقره، وعرف مثواه ومنقلبه ". ورُوي عن جابر رضي الله عنه أنه قال : شهدت مجلساً من مجالس رسول الله ﷺ، إذ أتاه رجل أبيض، حسن الشعر واللون، فقال : السلام عليك يا رسول الله، قال :" وعليك السلام ". قال : يا رسول الله، ما الدنيا ؟ فقال :" حلم النائم، وأهلها مجازَون ومعاقبون ". قال : يا رسول الله، فما الآخرة ؟. قال :" الأبد، فريق في الجنة، وفريق في السعير " قال : يا رسول الله، فما الجنة ؟ قال " ترك الدنيا بنعيمها أبداً " ثم قال : فما خير الأمة ؟ قال " الذي يعجل بطاعة الله " قال : فكيف يكون الرجل فيها ؟ ـ أي في الدنيا ـ قال " متشمراً كطالب قافلة " قال : وكم القرار بها ؟ قال " كقدر المتخلف عن القافلة " قال : فكم بين الدنيا والآخرة ؟ قال " كغمضة عين ". ثم ذهب الرجل فلم يُر، فقال ﷺ :" هذا جبريل أتاكم يزهدكم في الدنيا ". وقال الورتجبي عند قوله :﴿والله يدعو إلى دار السلام﴾ : الله تعالى يدعو العبادَ من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية، لئلا يفتتنوا بزخرفها وغرورها، وليصلوا إلى جواره، ونعيم مشاهدته. هـ.


الصفحة التالية
Icon