وقال في الحكم :" شتان بين من يستدل به أو يستدل عليه، المستدل به عرف الحق لأهله، فأثبت الأمر من وجود أصله، والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه، وإلا... فمتى غاب حتى يستدل عليه، ومتى بَعُدَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه! ".
ولا مطمع لأحد في التطهير من الظنون والأوهام إلا بصحبة شيخ كامل عارف بالله، فيلقي إليه نفسه، فلا يزال يسير به، حتى يقول له : ها أنت وربك، فحينئذٍ ترتفع عنه الشكوك والظنون والأوهام، ويبلغ في مشاهدة الحق إلى عين اليقين وحق اليقين. وأما قول الجنيد رضي الله عنه :(أدركت سبعين صديقاً، كلهم يعبدون الله على الظن والوهم، حتى الشيخ أبا يزيد، ولو أدرك صبياً من صبياننا لأسلم على يديه). فقال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه : معنى كلامه : أنهم ظنوا وتوهموا أنهم بلغوا إلى مقام النهاية، بحيث لا مقام فوق ذلك، ولو أدرك أحدهُم صبيَّاً لنبههم على أن ما فاتهم أكثر مما أدركوا ولانقادوا له. هـ. بالمعنى. والله تعالى أعلم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٦٠
قلت :" تصديق " : مصدر، والعامل فيه " كان " محذوفة، أو " أنزل "، و " لا ريب " : خبر ثالث لها، و " من رب العالمين " : خبر آخر، أي : كائناً من رب العالمين، أو متعلق بتصديق أو بتفصيل، و " لا ريب " : اعتراض، أو بالفعل المعلل بهما ـ وهو " نزل " ـ ويجوز أن يكون حالاً من " الكتاب "، أو من الضمير في " فيه "، : و " أم " : منقطعة بمعنى بل مع الاستفهام الإنكاري، و " كيف " خبر كان.
١٦١