١٦٧
الوجه، ﴿وقُضِيَ بينهم بالقسط وهم لا يُظلمون﴾، ليس تكراراً ؛ لأن الأول قضاء بين الأنبياء ومكذبيهم، والثاني في جزاء المشركين على شركهم. قاله البيضاوي.
الإشارة : كثير من الناس من يستخبر عن شيخ التربية، أحق وجوده أم لا ؟ إي وربي إنه لحق، ولا يخلو منه زمان، إذ القطب والعدد الذي يقوم الوجود بهم لا ينقطع، والقطبانية لا تدرك من غير تربية أصلاً، وما أنتم بفائتين عنه إن طلبتموه بصدق الاضطرار. ولو أن لكم نفس ظلمت نفسها ـ حيث بقيت بعيبها وغم حجابها حتى لقيت مولاها ـ ما في الأرض جميعاً لافتدت به من البعد وغم الحجاب، وفوات القرب من الأحباب، وقد قضى بين الخلائق بالحق، فارتفع المقربون الذين لقوا الله بقلب سليم، وانحط الغافلون، الذين لقوا الله بقلب سقيم، وندموا على ترك صحبة من يخلصهم من عيبهم، فإن كانت لهم رئاسة علم أو صلاح أضمروا ذلك عمن قلدهم، ﴿ولا يظلم ربك أحداً﴾.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٦٧
١٦٨
يقول الحق جل جلاله :﴿ألا إن لله ما في السموات والأرض﴾ خلقاً وملكاً وعبيداً، يتصرف فيهم تصرف المالك في ملكه، فلا يتطرقه ظلم ولا جور. ويحتمل أن يكون تقريراً لقدرته على الإثابة والعقاب، ﴿أَلاَ إن وعد الله حقٌ﴾ أي : ما وعد به من الثواب والعقاب، لا خلف فيه، ﴿ولكن أكثرهم لا يعلمون﴾ لقصور عقولهم، فلا يعلمون إلا ظاهراً من الحياة الدنيا، ﴿هو يُحيي ويُميت﴾ يحيي من يريد إظهاره للدنيا، ويميت من يريد نقله للآخرة، ﴿وإليه تُرجعون﴾ بالموت والنشور ؛ لأن من قدر على الإيجاد والإعدام في الدنيا قدرعليها في العقبى ؛ لأن القادر لذاته لا تزول قدرته، والمادة القابلة بالذات للحياة والموت قابلة لهما أبداً هـ. من البيضاوي.


الصفحة التالية
Icon