قال ابن عطية : ثنَّى بإيجاب الفضل على الناس في الإمهال لهم مع الافتراء والعصيان، والإمهال داعية إلى التوبة والإنابة، ثم استدرك من لا يرى حق الإمهال ولا يشكره، ولا يبادر فيه على جهه الذم لهم، والآية بعد هذا تعم جميع فضل الله، وجميع تقصير الخلق في شكره، لا رب غيره. هـ.
الإشارة : الوقوف مع حدود الشريعة، والتمسك بالسنة النبوية قولاً وفعلاً، وأخذاً وتركاً، والاهتداء بأنوار الطريقة تخلية وتجلية، هو السير إلى أسرار الحقيقة، فمن تخطى شيئاً من ذلك فقد حاد عن طريق السير. وبالله التوفيق.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٦٩
قلت : الضمير في ﴿منه﴾ يعود على القرآن، وإن لم يتقدم ذكره ؛ لدلالة ما بعده عليه، كأنه قال : وما تتلو شيئاً من القرآن، وقيل : يعود على الشأن، والأول أرجح ؛ لأن الإضمار قبل الذكر تفخيم للشيء. قاله ابن جزي. قلت : والأحسن أن يعود على الله تعالى ؛ لتقدم ذكره قبل، ومن قرأ :﴿ولا أصغر﴾، ﴿ولا أكبر﴾ بالفتح فعطف على ﴿مثقال﴾ ممنوع من الصرف، أو مبني مع " لا "، ومن قرأ بالرفع فعطف على موضعه، أو مبتدأ، و ﴿إلا في كتاب﴾ : خبر.
١٧٠


الصفحة التالية
Icon