وأما النبي ﷺ فهو بعيد من الشك ؛ لأنه عين اليقين، وهو الذي علَّم الناس اليقين، ولذلك قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ لما نزلت " لا أشُكُ وَلاَ أَسأَل " والمراد بالذين يقرؤون الكتاب : من أسلم منهم، كعبد الله بن سلام وغيره، أو فإن كنت أيها المستمع في شك مما أنزلنا إليك على لسان فاسأل... الخ، وفيه تنبيه على أن من خالجته شبهة في الدين ينبغي أن يسارع إلى حلها، بالرجوع إلى أهل اليقين إن كانت في التوحيد، أو إلى أهل العلم إن كانت في الفروع.
قال ابن عطية : الخواطر التي لا ينجو منها أحد، هي خلاف الشك الذي يحال فيه على الاستشفاء بالسؤال. هـ. أي : فإنها معفوّ عنها.
١٨٥
ثم قال تعالى :﴿لقد جاءك الحقُّ من ربك﴾ واضحاً لا مدخل للمرية فيه بالآيات القاطعة ﴿فلا تكوننَّ من الممتَرين﴾ : الشاكِّين بالتزلزل على ما أنت عليه من الجزم واليقين، ﴿ولا تكوننَّ من الذين كذَّبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين﴾، وهذا كله يجري على ما تقدم من أنه لكل سامع. وقال البيضاوي : هو من باب التهييج والتثبيت، وقطع الأطماع عنه، كقوله ﴿فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهيراً لِّلْكَافِرِينَ﴾ [القصص : ٨٦]. هـ.


الصفحة التالية
Icon