﴿أَمْ﴾ ؛ بل ﴿يقولون افتراه﴾ أي : ما يوحى إليه، ﴿قل﴾ لهم :﴿فأتوا بعشر سُورٍ مثِلهِ﴾ في البيان وحسن النظم. تحداهم أولاً بعشر سور، فلما عجزوا سهل الأمر عليهم وتحداهم بسورة. وتوحيد المثل باعتبار كل واحد. ﴿مُفتريات﴾ ؛ مختلفات من عند أنفسكم، إن صح أني اختلقته من عند نفسي ؛ فإنكم عرب فصحاء مثلي. ﴿وادعوا من استطعتم من دون الله﴾ للمعاونه على المعارضة، ﴿إن كنتم صادقين﴾ أنه مفترى. ﴿فإن لم يستجيبوا لكم﴾ ؛ فإن عجزوا عن الإتيان، ﴿فاعلموا﴾ أيها الرسول المؤمنون ﴿إنما أُنزل بعلم الله﴾ ؛ بإذنه، أو بما لا يعلمه إلا الله من الغيوب. والمعنى : دوموا على إيمانكم، وزيدوا يقيناً فيه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٠١
قال البيضاوي : وجمع الضمير ؛ إما لتعظيم الرسول ﷺ، أو لأن المؤمنين كانوا يتحدونهم، فكان أمر الرسول ـ عليه الصلا ة والسلام ـ متناولاً لهم من حيث إنه يجب اتباعه عليهم في كل أمر إلا خصه الدليل. أو للتنبيه على أن التحدي مما يوجب رسوخ إيمانهم وقوة يقينهم. ولذلك رتب عليه قوله :﴿فاعلموا أنما أُنزل بعلم الله﴾ ؛ ملتبساً بما لا يعلمه إلا الله، لأن العالم والقادر بما لا يعلم ولا يقدر عليه غيره. ﴿وأن لا إله إلا هو﴾ ؛ لظهور عجز آلهتهم. ﴿فهل أنتم مسلمون﴾ ؟ ثابتون على الإسلام، راسخون مخلصون فيه، إذا تحقق عندكم إعجازه مطلقاً.


الصفحة التالية
Icon