﴿ونادى نوحٌ ابنَه﴾، كان كنعمان. وقيل : كان لغير رشدة، وهو خطأ ؛ لأن الأنبياء عُصمت من أن تزني أزواجهم. والمراد بالخيانة في قوله ﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ [التحريم : ١٠]. في الدين. ﴿وكان في معزلٍ﴾ ؛ في ناحية، عزل نفسه فيها عن أبيه، أو عن دينه، فقال له
٢١٥
أبوه :﴿يا بُنيَّ اركب معنا﴾ في السفينة، ﴿ولا تكن مع الكافرين﴾ في الدين أو في الأعتزال عنا، وكان يظنه مؤمناً، لإخفاء كفره. ﴿قال سآوي إلى جبل يعصمُني﴾ ؛ يمنعني ﴿من الماء﴾، فلا أغرق، ﴿قال لا عاصمَ اليوم من أمر الله إلا من رحم ربي﴾ أي : إلا الراحم، وهو الله فلا عاصم إلا أرحم الراحمين. أو :﴿لا عاصم﴾ ؛ لا ذو عصمة إلا من رحم الله، فلا معصوم إلا من رحمه الله. فالاستثناء حينئذٍ متصل. أو : لا عاصم اليوم من أمر الله لكن من رحمه الله فهو المعصوم. أو : لا ذو عصمة لكن الراحم يعصم من شاء، والاستثناء منقطع.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢١٥


الصفحة التالية
Icon