وقال ابن جزي : وفي الآية دليل على أن التوبة والاستغفار سبب لنزول المطر. رُوي : أن عاداً كان المطر قد حُبس عنهم ثلاث سنين، فأمرهم بالتوبة والاستغفار،
٢٢٠
ووعدهم على ذلك بالمطر. هـ. ﴿ولا تتولَّوا﴾ : ولا تُعرضوا عما أدعوكم إليه، ﴿مجرمين﴾ ؛ مصرين على إجرامكم.
الإشارة : في تكرير القصص والأخبار وَعظ وتذكير لأهل الاعتبار، وزيادة إيقان لأهل الاستبصار، وتهديد وتخويف لأهل الإصرار، وحث على المبادرة إلى التوبة والاستغفار. وقوله تعالى :﴿ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه﴾، أي : استغفروا ربكم من الشرك الخفي، ثم توبوا إليه من النظر إلى وجودكم، ورؤية أعمالكم، يرسل سحاب الواردات الإلهية والعلوم الإلهامية على قلوبكم وأسراركم، مدراراً، ويزدكم قوة في شهود الذات إلى قوتكم في شهود الصفات، ولا تتولوا عن شهوده بشهود أثره، مجرمين معدودين في زمرة المجرمين المصرين على الكبائر، وهم لا يشعرون.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٢٠
وقال الورتجبي : استغفروا من النظر إلى غيري، وتوبوا إليَّ من نفوسكم، ورؤية طاعتكم وأعواضها، يرسل سماء القدم على قلوبكم مدرار أنوار تجليها، ويزدكم، أي : يزد قوة أرواحكم في طيرانها. انظر تمامه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٢٠
قلت :(إن نقول إلا اعتراك) : الاستثناء مفرغ، و " اعتراك " : مقول لقول محذوف، أي : ما نقول إلا قولنا اعتراك، و(ما من دابة) :" ما " نافية، و " من " صلة و " دابة " مبتدأ مجرور بمن الزائدة، وجملة (إلا هو آخذ) : خبر.