جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٢٣
قلت : قال الشطيبي : صالح : هو ابن عبيد بن عابرَ بن أرْفَخْشد بن سام بن نوح.
٢٢٤
وثمود هم أولاد ثمود بن عوص بن عاد بن إرم بن سام بن نوح. هـ. وفيه نظر ؛ فقد ذكر البيضاوي في سورة الأعراف أن بين صالح ونوح تسعة أجداد، فانظره.
يقول الحق جل جلاله :﴿و﴾ أرسلنا ﴿إلى ثمودَ أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيرُه هو أنشأكم من الأرض﴾ كونكم من الأرض ؛ لأنه خلق آدم منها، والنطف التي هي مواد نسله أصها منها، ﴿واستعمركم﴾ ؛ عمركم ﴿فيها﴾ وجعلكم تعمرونها بعد من مضى قبلكم، ثم تتركونها لغيركم. أو استبقاكم فيها مدة أعماركم، ثم ترحلون عنها. ﴿فاستغفروه ثم توبوا إليه، أن ربي قريبٌ﴾ من كل شيء ﴿مجيبٌ﴾ لمن دعاه.
﴿قالوا يا صالحُ قد كنت فينا مرجُواً قبل هذا﴾ أي : كنا نرجو أن ننتفع بك ؛ لما نرى فيك من مخايل الرشد والسداد، فتكون لنا سيداً، أو مُستشاراً في الأمور، وإن توافقنا على ديننا، فلما سمعنا هذا القول منك انقطع رجاؤنا منك ؛ ﴿أتنهانا أن نعبدَ ما يعبد آباؤنا﴾ قبلنا لتصرفنا عن ديننا، ﴿وإننا لفي شكٍّ مما تدعونا إليه﴾ من التوحيد، والتبري من الأوثان. ﴿مُريب﴾ : موقع في الريبة ؛ مبالغة في الشك، ﴿قال يا قوم أرأيتُم إن كنتُ على بينة﴾ ؛ طريقة واضحة ﴿من ربي﴾ وبصيرة نافذة منه، ﴿وآتاني منه رحمةٌ﴾ : نبوة، ﴿فمن ينصرني من الله﴾ ؛ من يمنعني من عذابه ﴿إن عصيته﴾ وأطعتكم في ترك التبليغ، وموافقتكم في الدين الفاسد، ﴿فما تزيدونني﴾ باستتباعكم ﴿غير تَخسير﴾ بترك ما منحني الله به، والتعرض لغضبه، أو فما تزيدونني بما تقولون لي غير تخسير لكم ؛ لأنه يجركم إلى الخسران. والله تعالى أعلم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٢٤


الصفحة التالية
Icon