الإشارة : ما رأينا أحداً ربح من ولي وهو يطلب منه إظهار الكرامة، بل إذا أراد الله أن يوصل عبداً إليه كشف له عن سر خصوصيته، بلا توقف على كرامة. وقد يظهرها الله له بلا طلب ؛ تأييداً له، وزيادةً في إيقانه، فإن طلب الكرامة، وظهرت له، ثم أعرض عنه، فلا أحد أبعدُ منه. قال تعالى، في حق من رأى المعجزة ثم أعرض :﴿ألا بعداً لثمود﴾. وبالله التوفيق
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٢٦
قلت :" سلاماً " : منصوب على المصدر، أي : سلمنا سلاماً. ويجوز نصبه بقالوا ؛ لتضمنه معنى ذكروا. (قال سلام) : إما خبر، أي : أمرنا سلام، أو جواب سلام، وإما مبتدأ، أي : عليكم سلام. وكسر السين : لغة، وإنما رفع جوابه ليدل على ثبوت سلامة ؛ فيكون قد حياهم بأحسن مما حيوه به. (فما لبث أن جاء) ؛. " ما " : نافية و " أن جاء " : فاعل " لبث ". ونكر وأنكر بمعنى واحد. والإيجاس : الإدراك أو الإضمار. و(من وراء إسحاق يعقوب) : من قرأ بالنصب فبفعل دل عليه الكلام، أي : ووهبنا لها يعقوب. ومن رفعه فمبتدأ، أي : ويعقوب مولود من بعده. و(شيخاً) : حال، والعامل فيه : الإشارة، أي : أشير إليه شيخاً. و(أهل البيت) : نصب على المدح والاختصاص، أو على النداء.
يقول الحق جل جلاله :﴿ولقد جاءت رسُلنا إبراهيمَ﴾، وهم الملائكة، وقيل : ثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل. وقيل : تسعة جاؤوه ﴿بالبُشرى﴾ ؛ بالولد. فلما دخلوا عليه ﴿قالوا سلاماً﴾ أي : سلمنا عليك سلاماً، أو ذكروا سلاماً، ﴿قال سلام﴾ أي : عليكم سلام، ﴿فما لبثَ﴾ أي : أبطأ، ﴿أن جاء بعجل حَنيذ﴾ ؛ مشوي بالرضف، أي : بالحجر المحمي. وقيل : حنيذ بمعنى يقطر ودكه. كقوله :﴿بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ [الذاريات : ٢٦]، فامتنعوا
٢٢٧