من أكله، ﴿فلما رأى أيديَهم لا تصل إليه﴾ ؛ لا يمدون إليه أيديهم، ﴿نَكرهم﴾ أي : أنكر ذلك منهم، ﴿وأوجس﴾ : أدرك، أو أضمر ﴿منهم خفيةً﴾ أي : خوفاً، خاف أن يريدوا به مكروهاً ؛ لامتناعهم من طعامه، وكان من عادتهم إذا مس من يطرقهم طعامهم أمنوه، وإلا خافوه.
والظاهر أنه أحسن بأنهم ملائكة ونكرهم ؛ لأنه تخوف أن يكون نزولهم لأمر أنكره الله عليه فأمنوه، وقالوا :﴿لا تخفْ إنا﴾ ملائكة ﴿أرسلنا إلى قوم لوطٍ﴾ لنعذبهم، وإنما لم نأكل طعامك ؛ لأنا لا نأكل الطعام. ﴿وامرأته قائمة﴾ من وراء ستر تسمع محاورتهم، أو على رؤوسهم للخدمة، ﴿فضحكتْ﴾ سروراً بزوال الخيفة، أو بهلاك أهل الفساد، أو بإصابة رأيها، فإنها كانت تقول لإبراهيم : اضمم إليك لوطاً، فإني لأعلم أن العذاب نازل بهؤلاء القوم. وقيل : معنى ضحكت : حاضت. يقال : ضحكت الشجرة : إذا سال صَمغُها. وقيل : ضحكت سروراً بالولد الذي بُشرت به. فيكون في الكلام تقديم وتأخير، أي : فبشرناها فضحكت، وهو ضعيف.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٢٧


الصفحة التالية
Icon