وأمطرنا عليهم} ؛ على المدائن، أي : أهلها، أو على ما حولها. رُوي أنه من كان منهم خارجَ المدائن أصابته الحجارة من السماء، وأما من كان في المدائن، فهلك لمّا قلبت. فأرسلنا عليهم :﴿حجارة من سجيل﴾ : من طين طبخ بالنار، أو من طين متحجر كقوله :﴿حِجَارَةً مِّن طِينٍ﴾ [الذاريات : ٣٣]، وأصلها : سنكِين، ثم عرب، وقيل : إنه من أسجله إذا أرسله، أي : من مثل الشيء المرسل، وقيل : أصله من سجين، أي جهنم، ثم أبدلت نونه لاماً، ﴿منضود﴾ : مضموم بعضه فوق بعض، معداً لعذابهم، أو متتابع يتبع بعضه بعضاً في الإرسال، كقطر الأمطار.
﴿مُسَوّمةً﴾ أي : معلمة للعذاب، وقيل : معلمة ببياض وحمرة، أو بسيما تتميز به عن حجارة الأرض، أو باسم من يرمي به ؛ فكل حجارة كان فيها اسم من ترمى به، وقوله :﴿عند ربك﴾، أي : في خزائن علمه وقدرته، ﴿وما هي من الظالمين ببعيد﴾ بل هي قريبة من كل ظالم.
٢٣٢