قال ابن جزي : الضمير للحجارة، والمراد بالظالمين : كفار قريش، فهذا تهديد لهم، أي : ليس الرمي بالحجارة ببعيد منهم ؛ لأجل كفرهم، وقيل : الضمير للمدائن، أي : ليس مدائنهم ببعيد منهم ؛ أفلا يعتبرون بها. كقوله :﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِيا أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ﴾ [الفرقان : ٤٠]. وقيل : الظالمين على العموم. هـ. وقال البيضاوي : وعنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ :" أَنَّهُ سَأَلَ جِبريل، فَقَال " يَعني : ظَالِمي أُمتِكَ، مَا مِنْ ظَالمٍ منهم ؛ إِلاَّ هوَ معرض لحَجَرٍ يَسقُط مَنْ سَاعَةٍ إلى ساعة " هـ. الإشارة : الاعتناء بشأن الأضياف، وحفظ حرمتهم : من شأن الكرام، والاستخفاف بحقهم، والتجاسر عليهم، من فعل اللئام. وفي الحديث :" مَن كَانَ يُؤمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخر فَليُكرمْ ضَيفَهُ " والإسراع إلى الفواحش من علامة الهلاك، لا سيما اللواطَ والسفاح. والإيواء إلى الله والاعتصام به من علامة الفلاح، والبعد عن ساحة أهل الفساد من شيم أهل الصلاح، وكل من اشتغل بالظلم والفساد فالرمي بالحجارة إليه بالمرصاد.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٣٠
قلت :" مفسدين " : حال مؤكده لمعنى عاملها، وهو :" لا تعثوا ". وفائدة ذكره : إخراج ما يُقصد به الإصلاح، كما فعله الخضر عليه السلام.