الخامسة : الحذر والتحذير من مخالفة ما جاءت به الرسل من عند الله، والتمسك بما أمروا به من طاعة الله، والاعتذار بمن هلك قبله ممن خالف أمر الله.
السادسة : تحقيق التوبة والانكسار، والإكثار من الذكر والاستغفار. فذلك سبب المودة من الكريم الغفار. ولأجل هذه الخطبة سُمي شعيب خطيب الأنبياء. والله تعالى أعلم.
٢٣٧
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٣٦
قلت :" سوف تعلمون " : ذكره هنا بغير فاء، وفي الأنعام بالفاء، لأن الكلام في سورة الأنعام مع الأمة المحمدية، فأتى بالفاء لمطلق السببية، وهنا مع قوم شعيب عليه السلام، فحذفها ؛ لأنه أبلغ في التهويل. فكأن الجملة بيانية لجواب سائل قال : فما يكون بعد ذلك ؟ فقال : سوف تعلمون... الخ.
يقول الحق جل جلاله :﴿قالوا يا شعيبُ ما نفقه﴾ ؛ ما نفهم ﴿كثيراً مما تقول﴾ من أمر التوحيد، وترك التبخيس، وما ذكرت من الدليل عليها ؛ وذلك لانهماكم في الهوى، وقصور عقلهم وعدم تفكرهم. وقيل : قالوا ذلك استهانة بكلامه، أو لأنهم لم يلقوا إليه أذهانهم لشدة نفرتهم. ثم قالوا :﴿وإنا لنراك فينا ضعيفاً﴾ ؛ لا قوة لك تمتنع بها منا إن أردنا بك سوءاً، أو : نراك ناحل البدن، أو : ضرير البصر. وضعفه ابن عطيه. ﴿ولولا رهطُك﴾ أي : قومك، الذين هم باقُون على ما ملتنا، وكونهم في عزة عندنا، ﴿لرجَمْنَاكَ﴾ : لقتلناك بالحجارة. أو بأصعب وجه، ﴿وما أنت علينا بعزيز﴾ ؛ فتمنعنا عزتك من رجمك.


الصفحة التالية
Icon