ثم قسّم أهل الموقف، فقال :﴿فمنهم شقي﴾ وجبت له النار بمقتضى الوعيد ؛ لكفره وعصيانه. ﴿و﴾ منهم ﴿سعيد﴾ وجبت له الجنة بمقتضى الوعد ؛ لإيمانه وطاعته. ﴿فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق﴾، الزفير : إخراج النفس، والشهيق : رده. ويستعملان في أول النهيق وآخره. أو الزفير : صوت المحزون، والشهيق : صوت الباكي. أو الزفير من الحلق، والشهيق من الصدر. والمراد بهما : الدلالة على شدة الكرب والغم، وتشبيه حالهم بمن استولت الحرارة على قلبه، وانحصرت فيه روحه، أو تشبيه حالهم بأصوات الحمير. قاله البيضاوي.
﴿خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض﴾ أي سماوات النار وأرضها. وهي دائمة أبداً، ويدل عليه قوله تعالى :﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾ [إبراهيم : ٤٨]، أو يكون عبارة عن التأبيد : كقوله العرب : ما لاح كوكب وما ناح الحمام، وشبه ذلك بما يقصد به الدوام، وهذا أصح.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٤٢