قال البيضاوي : وإذا كان الركون إلى من وجد منه ما يسمى ظلماً موجباً للنار، فما ظنك بالركون إلى الظالمين الموسومين بالظلم، ثم الميل إليهم، ثم بالظلم نفسه، والانهماك فيه. ولعل الآية أبلغ ما يتصور في النهي عن الظلم والتهديد عليه. وخطاب الرسول ﷺ ومن معه من المؤمنين بها ؛ للتثبيت على الاستقامة التي هي العدل ؛ فإن الزوال عنها بالميل إلى أحد طرفي إفراط أو تفريط، ظلم على نفسه أو غيره، بل ظلم في نفسه. هـ.
﴿وما لكم من دون الله من أولياء﴾ ؛ من أنصار يمنعون العذاب عنكم، ﴿ثم لا تُنصرون﴾ : ثم لا ينصركم الله إن سبق في حكمه أنه يعذبكم.
ولمَّا كان الركون إلى الظلم، أو إلى من تلبس به فتنة، وهي تكفرها الصلاة، كما في الحديث، أمر بها أثره، فقال :﴿وأقم الصَّلاةَ طرفي النهار﴾ غدوة وعشية، ﴿وزلُفاً من الليل﴾ ؛ ساعات منه قريبة من النهار. والمراد بالصلاة المأمور بها : الصلوات الخمس. فالطرف الأول : الصبح، والطرف الثاني : الظهر والعصر، والزلف من الليل : المغرب والعشاء، ﴿إن الحسنات يُذهبن السيئات﴾ ؛ يكفر بها قال ابن عطية : لفظ الآية عام في الحسنات خاص في السيئات ؛ لقوله ﷺ :" ما اجتنَبت الكَبَائِرُ " ثم قال : وروي أن رسول الله ﷺ قال :" الجُمُعَةُ إلى الجُمعَةِ كفَّارَة، والصَّلوَاتُ الخَمسُ، وَرَمَضانُ إِلى رَمَضانَ كفاره لِمَا بينَهُما ما اجتُنِبت الكبائر " انظر تمامه في الحاشية.